كوالالمبور/ 25 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- تُشكّل قمة آسيان الـ 47 لحظةً فارقةً في مسيرة ماليزيا، إذ تعكس تنامي ثقلها الدبلوماسي ومصداقيتها كقوةٍ متوسطة.
كان الإقبال على قمة هذا العام مُبهراً.
يجتمع هنا في العاصمة كوالالمبور قادةٌ من اقتصاداتٍ عالميةٍ رئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.
يقول الخبراء إن هذه المشاركة غير المسبوقة تُشير بوضوحٍ إلى قدرة ماليزيا على جمع شركاءٍ مُتنوعين وتعزيز حوارٍ هادفٍ في ظلّ حالةٍ من انعدام اليقين الجيوسياسي.
سارع الدكتور /بنجامين بارتون/، رئيس كلية السياسة والتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة نوتنغهام-ماليزيا، إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الإقبال الكبير.
وقال لوكالة برناما: "على الرغم من قلة عدد سكانها نسبيًا مقارنةً بعمالقة العالم، فقد أثبتت ماليزيا مرارًا وتكرارًا قدرتها على تحقيق إنجازات تفوق قدراتها في بعض القضايا".
تُعتبر القمة، التي تُعقد من 26 إلى 28 أكتوبر، أكبر تجمع من نوعه منذ تأسيس رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عام 1967م. وينصب التركيز هذا العام على التجارة والتكامل الرقمي والنمو المستدام والاستقرار الإقليمي - وهي قضايا لم تعد أكاديمية فحسب، بل حيوية لمستقبل الاقتصاد العالمي.
ولكن ليس حجم القمة فحسب هو ما يبرز؛ بل الرسالة الكامنة وراء دور ماليزيا في العالم. فبينما لا يمكن إنكار التأثير الجماعي للرابطة، فإن قيادة الدولة المضيفة هي التي لفتت انتباه العالم.
يرى /توماس دانيال/، مدير دراسات السياسة الخارجية والأمن في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في ماليزيا، أن هذه لحظة محورية.
وأوضح قائلاً: "إن شعار رئاسة ماليزيا للرابطة، "الشمولية والاستدامة"، تطلعيٌّ للغاية. تُرسل ماليزيا رسالةً مفادها بأن على المنطقة أن تمضي قدمًا معًا لتكون فعّالة إقليميًا وتُؤخذ على محمل الجد عالميًا".
وأضاف أن حضور هؤلاء القادة العالميين البارزين من شأنه أن يُسهم في ضمان استمرار نمو الرابطة وأهميتها على الساحة العالمية.
وأشار الدكتور عزمي حسن، خبير شؤون /نوسانتارا/، إلى أن الإقبال الكبير يُبرز أيضًا المصداقية الشخصية لرئيس الوزراء أنور إبراهيم رئيساً للرابطة.
وقال إن قرار القادة الأجانب بحضور هذه القمة لا يتعلق فقط بالأهمية الجماعية للرابطة، بل يتعلق أيضًا بسمعة أنور الشخصية كقائد قادر على تعزيز الحوار وبناء التوافق.
قال: "الدعوة بحد ذاتها تحمل في طياتها أهمية بالغة. أنور ليس رئيسًا فحسب، بل هو أيضًا رئيس وزراء ماليزيا، وهو منصب يحظى بتقدير كبير من القادة الأجانب. أعتقد أن هذا هو سبب اختيارهم لحضور هذه القمة تحديدًا".
وأضاف أنه مع تصدّر مناقشات التجارة والابتكار الرقمي والاستقرار الإقليمي المشهد، فإن الفوائد الملموسة لماليزيا ومنطقة آسيان الأوسع نطاقًا لا يمكن إنكارها.
ومن المتوقع أن تصبح آسيان، خامس أكبر كتلة اقتصادية في العالم، رابع أكبر كتلة بحلول عام 2030م. وبالنسبة لماليزيا، التي تستضيف القمة للمرة الخامسة، فإن المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر.
ومع انطلاق قمة آسيان، يراقب العالم عن كثب، متشوقًا لمعرفة ما ستفعله ماليزيا لاحقًا.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ