كوالالمبور/ 24 سبتمبر/أيلول//برناما//-- قال خبير متخصص في قسم الاقتصاد بجامعة /صنواي/ الماليزية، الدكتور /ييه كيم لينغ/، إن الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاتحاد الأوروبي يمكن أن تساهم في تقليص تأثير عدم اليقين في التجارة العالمية.
وأوضح أنه من المتوقع أن يواصل الاتحاد الأوروبي تعزيز عملياته التجارية والاستثمارية في منطقة جنوب شرقي آسيا من خلال اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية، قبل التوصل إلى اتفاق شامل بين المنطقتين.
وأردف أن توطيد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ورابطة دول آسيان سيساعد في حماية كلتا المنطقتين من الآثار السلبية للتنافس المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ورابطة آسيان أصبحت أكثر أهمية، ما يؤكد الالتزام بالتعددية، ويشكل توازنًا في مواجهة السياسات الأمريكية التي صارت تركز على التركيز الداخلي.
كما أشار الدكتور /ييه/ إلى أن كلتا المنطقتين تسعى إلى تعزيز التعاون في مواجهة الضعف المستمر في الاقتصاد العالمي، لا سيما في الولايات المتحدة والصين.
وأكد: "سيسمح هذا التعاون الوثيق بين الدول في كلتا المنطقتين بالتكيف مع احتمال انقسام الأسواق العالمية وإعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية".
جاء ذلك في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء برناما بمناسبة الاجتماع الـ57 لوزراء اقتصاد دول آسيان والاجتماعات ذات الصلة بما في ذلك الاجتماعات مع شركاء الحوار المنعقدة من 22 إلى 26 سبتمبر/أيلول 2025م في مركز ماليزيا الدولي للتجارة والمعارض (MITEC).
ومع ذلك، يرى أنه لا يزال من المبكر للتوصل إلى اتفاق شامل للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ورابطة آسيان، نظرًا لاختلاف مستويات التنمية بين دول آسيان، رغم بدء المفاوضات الرسمية.
وتابع قائلاً: "في الوقت الحالي، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقيات تجارة حرة ثنائية مع سنغافورة وفيتنام، في حين لا تزال المفاوضات مع إندونيسيا، وماليزيا، والفلبين، وتايلاند، جارية أو في مراحل التقييم".
وأضاف: "من المحتمل أن يتم إبرام مزيد من الاتفاقيات الثنائية قبل تحقيق اتفاق تجارة حرة شامل بين المنطقتين، وذلك من خلال تفاعل تسلسلي عندما تبدأ المزيد من دول رابطة آسيان في الاستفادة من هذه الاتفاقيات".
وفي سياق متصل، أظهر "استطلاع ثقة الأعمال بين الاتحاد الأوروبي ورابطة آسيان" مؤخرًا، أن ماليزيا أصبحت واحدة من أربعة أسواق أكثر جاذبية لشركات الاتحاد الأوروبي في رابطة آسيان، إلى جانب فيتنام، وإندونيسيا، وتايلاند.
ووفقًا لإحصاءات رابطة آسيان، بلغ إجمالي قيمة التجارة الثنائية بين رابطة آسيان والاتحاد الأوروبي 292.57 مليار دولار أمريكي في عام 2024م.
وبالإضافة إلى ذلك، بلغ تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الاتحاد الأوروبي إلى دول آسيان 20.40 مليار دولار في العام نفسه، ما يجعل الاتحاد الأوروبي ثالث أكبر شريك تجاري بالنسبة إلى دول رابطة آسيان وثاني أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر من خارج المنطقة.
كما أعرب الدكتور /ييه/ عن ثقته في أن لدى رابطة آسيان والاتحاد الأوروبي إمكانات كبيرة وفرص نمو لتعزيز علاقات التجارة والاستثمار بين المنطقتين، متوقعًا أن يستفيد العديد من القطاعات من هذا التعاون المتنامي.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//م.م م.أ