أخبار

ميناء هاينان للتجارة الحرة بالصين: خطوة رائدة في التحرير الاقتصادي، قد يعود بالنفع على ماليزيا

08:06 12/12/2025

كوالالمبور/ 12 ديسمبر/كاون الأول//برناما//-- يُؤكد ميناء /هاينان/ للتجارة الحرة الصيني، الذي سيبدأ عمليات جمركية خاصة في جميع أنحاء جزيرة هاينان في 18 ديسمبر 2025م، استمرار الصين في تحرير اقتصادها، مقارنةً بتوجهات الولايات المتحدة.

وقال أبي سفيان عبد الحميد، الشريك الإداري في مجموعة /ثوت بارتنرز/ للاستشارات والرئيس التنفيذي السابق لشركة /نورثبورت/ الماليزية، إنه على الرغم من أن اختلاف التوجهات السياسية قد لا يُغير بشكل كبير مشهد التجارة العالمية، إلا أن هذا التطور يُعزز مكانة الصين في النظام التجاري العالمي.

وأضاف أن التزام الصين بالتحرير الاقتصادي يُوفر مزيدًا من الوضوح في السياسات للمستثمرين والشركات، في ظل تشديد الولايات المتحدة لحدود الوصول إلى الأسواق، مما يؤثر في ثقة المستثمرين العالميين.

قال أبي سفيان إنه مع تشديد الولايات المتحدة لإجراءات التجارة والجمارك وفرضها اتفاقية المعاملة بالمثل التجارية على العديد من الدول، فإن العملية في هاينان قد تتيح فرصة للدول المتأثرة بهذه الاتفاقية لإعادة النظر في خياراتها، وهو ما يُعدّ جذابًا لدول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها.

وأضاف: "سيعزز ذلك مكانة الصين في المشهد التجاري العالمي، وسيزيد من صادراتها. أما هل سيؤدي ذلك إلى حرب تجارية جديدة؟ فهذا سؤال آخر".

بالنسبة لماليزيا، يُعدّ هذا التطور بالغ الأهمية لارتباطه المباشر بدور البلاد في التجارة البحرية، وتنافسية موانئها، وقدرتها على جذب تغييرات في سلاسل التوريد بالمنطقة.

تقع ماليزيا على الطرق البحرية بين الصين وجنوب شرق آسيا، وبين الصين وأوروبا، ويُعدّ ميناءا كلانج وتانجونج بيليباس من أكبر المراكز التجارية المتصلة بالصين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

هذا يجعل ماليزيا من بين الاقتصادات الأكثر عرضةً لتأثيرات صعود هاينان.

وتماشياً مع هذا الرأي، قال خبير الصناعة البحرية، نظيري خالد، إن الولايات المتحدة، في ظل إدارة ترامب الثانية، زادت من نزعتها الحمائية وتبنت سياسة إعطاء الأولوية لأمريكا في التجارة، الأمر الذي أثار استياء شركائها التجاريين المقربين.

وأضاف أن الصين، من جانبها، أكدت رغبتها في قبول حرية تدفق الأموال والتجارة والنشاط الاقتصادي، وتبني موقف تجاري منفتح.

وأوضح نظيري أن خطوة الصين تُثبت ثقتها كأكبر قوة في الاقتصاد العالمي، وتؤكد استعدادها لتولي زمام القيادة الاقتصادية العالمية من خلال إنشاء مناطق اقتصادية رفيعة المستوى، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي إعادة هيكلة.

"تُشكّل هاينان بوضوح جسراً استراتيجياً يربط الصين بجنوب شرق آسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ الأوسع"، وفقاً له.

وأضاف: "مع تطور هذه الشبكة، سنشهد تغييرات في استراتيجيات التوريد وديناميكيات التجارة، حيث تُعيد الشركات تقييم سلاسل التوريد واستراتيجيات التوريد والتصنيع والتوزيع لديها للاستفادة من برنامج هاينان للتجارة الحرة".

وأشار نظيري إلى أن تحوّل هاينان سيجذب أيضاً انتباه المراكز المالية الإقليمية.

ووفقاً له، فإن المراكز الاقتصادية والمالية الراسخة، مثل سنغافورة، والمراكز المالية الدولية الخارجية، ستنظر بالتأكيد إلى هاينان بصفتها منافساً متنامياً.

وأوضح: "لا أتوقع أن تتأثر الموانئ في ماليزيا ببرنامج هاينان للتجارة الحرة. أولاً، يتمتع ميناء كلانج - الذي رسّخ مكانته عاشرَ أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً من حيث حجم مناولة الحاويات - بقاعدة شحن محلية قوية، وهو بوابة تجارية رئيسية ومركز لوجستي للبلاد".

وأكد: "يحظى برنامج هاينان للتجارة الحرة بدعم شركة ميرسك، إحدى أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، مما يضمن تدفقاً مستقراً للحاويات في الميناء".

قال نظيري إن كلا الميناءين يتعاملان مع التجارة البينية الآسيوية وكميات كبيرة من الحاويات من وإلى الصين، ويعملان على زيادة طاقتهما الاستيعابية.

وفي هذا الصدد، توقع أن يظل الميناءان نشطين وأن يستمرا في النمو.

ووفقًا له، فإن هذا الوضع يضع الموانئ الماليزية في موقع تنافسي مستقر حتى مع استمرار نمو هاينان.

وأضاف أن موانئ ماليزيا لديها القدرة على الاستفادة من إطلاق ممر هاينان للتجارة الحرة، حيث ستصل المزيد من البضائع من الموانئ الصينية إلى ماليزيا بفضل المزايا التي توفرها هاينان.

وقال: "إن سلاسة إجراءات التخليص الجمركي والتدفق المالي، والمرافق والخدمات اللوجستية المتكاملة، والأنشطة السياحية والتسوقية النابضة بالحياة، والبيئة العامة المواتية للصناعة والأعمال والتجارة والسياحة والاستهلاك، ستؤدي إلى زيادة حركة الحاويات من وإلى هاينان، مما سيكون له أثر إيجابي على موانئنا".

وفي الوقت نفسه، قال أبي سفيان، الذي وافق نظيري الرأي، إن ماليزيا بحاجة إلى السعي لتصبح وجهة مفضلة أو أن ترسخ مكانتها شريكاً مكملاً قوياً لهاينان.

لتحقيق هذا الهدف، تحتاج ماليزيا إلى قناة سلسة لحركة سلاسل التوريد.

وأضاف: "يجب أن تكون حركة المنتجات عبر النظام سريعة وخالية من أي عوائق غير ضرورية، وأن تكون العمليات في النقاط الحيوية كالموانئ البحرية والمطارات فعّالة وذات إنتاجية عالية".

وقال أبي سفيان إن ماليزيا بحاجة إلى ترسيخ مكانتها خياراً أفضل من هاينان، أو التعاون معها، لا سيما في المجالات التي تحتاج فيها هاينان إلى دعم من ماليزيا وآسيان.

وأوضح: "يشمل ذلك المنتجات الحلال، بما في ذلك مستحضرات التجميل والخدمات الحلال الأخرى".

وأشار إلى أن الشركات الماليزية يمكنها استخدام هاينان مركزَ توزيع إلى الشرق الأقصى، ما يوسع نطاق أعمالها.

وأضاف: "يمكنها أيضاً خفض تكلفة ممارسة الأعمال في المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بالمنتجات الحلال وزيت النخيل ومستحضرات التجميل والأدوية الحلال".

وقال: "سيُمكّنهم مركز التوزيع في هاينان من الوصول بشكل أفضل إلى البر الرئيسي للصين من حيث الامتثال والسرعة والكفاءة".

وقال إن جهود هاينان في حلول الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والصناعات الخضراء فتحت أيضاً المزيد من الفرص أمام الشركات الماليزية للاندماج في سلاسل التوريد الإقليمية ذات القيمة العالية.

 

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ