باكو (أذربيجان) 21 نوفمبر/تشرين الثاني//برناما//-- دعت ماليزيا إلى تعزيز التعاون الإعلامي بين الدول الأعضاء في مجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي (D-8)، مؤكدةً على ضرورة تعزيز التعاون عبر الحدود لمكافحة المعلومات المضللة، وتعزيز المرونة الرقمية، وتحقيق أهداف التنمية المشتركة.
صرحت /نور العفيدة كمال الدين/، الرئيسة التنفيذية لوكالة الأنباء الوطنية الماليزية (برناما)، بأن الإعلام ليس مصدرًا للمعلومات فحسب، بل هو أيضًا جسر يربط المجتمعات، ويحافظ على القيم المشتركة، ويمثل حافزًا للتنمية الشاملة في ظل التحديات العالمية الناجمة عن المعلومات المضللة والاضطرابات الرقمية.
وقالت في حفل افتتاح منتدى مجموعة الدول الثماني للإعلام، اليوم الجمعة: "مع تزايد تأثير التضليل الإعلامي والاستقطاب والاضطرابات الرقمية على التحديات العالمية، يحتاج مجتمع مجموعة الدول الثماني للتنمية إلى تسخير وسائل الإعلام لتعزيز الدقة والمرونة والوحدة".
وبصفتها رئيسة الوفد الماليزي، الذي انضم إليه أيضًا ثمانية ممثلين آخرين من وكالات تابعة لوزارة الاتصالات، ألقت نور العفيدة بيانًا وطنيًا باسم ماليزيا في المنتدى.
يجمع منتدى مجموعة الدول الثماني للإعلام، الذي تستضيفه أذربيجان، ممارسي الإعلام وصانعي السياسات والباحثين وخبراء الاتصال لتعزيز التفاهم المتبادل، وتقوية الشبكات المهنية، ودعم الحوار الإعلامي البنّاء.
يهدف المنتدى، الذي تنظمه وكالة تطوير الإعلام في أذربيجان (MEDIA)، إلى خلق بيئة معلوماتية موحدة لمكافحة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وانتشار الأخبار المثيرة للانقسام، بالإضافة إلى تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء.
وأضافت نور العفيدة أيضًا أن ماليزيا تُدرك فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي في منظومة المعلومات.
قالت إن وزارة الاتصالات اقترحت قانونًا أكثر شمولاً لمكافحة الأخبار الكاذبة، وإطارًا للذكاء الاصطناعي لاستخدامه في وسائل الإعلام لضمان الدقة والمساءلة.
وأضاف: "أدخلت ماليزيا أيضًا عددًا من الإصلاحات المهمة لتعزيز سلامة النظام البيئي الرقمي. وتشمل هذه الإصلاحات قانون الاتصالات والوسائط المتعددة (المعدل) لعام 2025م، الذي يُخول لجنة الاتصالات والوسائط المتعددة الماليزية (MCMC) صلاحيات تنظيمية أقوى للتصدي للمحتوى الضار على الإنترنت، ويزيد الغرامات والعقوبات، ويُلزم المنصات الرقمية بالتحرك بسرعة أكبر بشأن المعلومات المضللة والاحتيال والمحتوى الضار المُتداول على الإنترنت".
وأضافت أن ماليزيا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على قانون السلامة على الإنترنت (ONSA)، الذي سيتضمن تصنيفًا إلزاميًا للمحتوى المُولّد أو المُتلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل "التزييف العميق"، لحماية ثقة الجمهور وتعزيز الشفافية الرقمية.
سُنّ قانون الأمن القومي لتعزيز حماية الجمهور من التهديدات الإلكترونية، من التنمر الإلكتروني إلى الاحتيال الرقمي، مع تشجيع الاستخدام المسؤول للتقنيات الجديدة.
وقالت: "للمضي قدمًا في هذا المجال، يُعدّ التعاون أمرًا بالغ الأهمية - ليس فقط داخل الحدود الوطنية، بل عبر المناطق والمنصات. ولهذا السبب، تُعدّ الجهود متعددة الأطراف، كتلك التي نبذلها في مجموعة الدول الثماني النامية، بالغة الأهمية في هذا العصر الرقمي".
فيما يتعلق بدعم الحكومة للإعلام، أكدت نور العفيدة أنه تم اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز مهنة الإعلام وبنيته التحتية في ماليزيا، بما في ذلك إنشاء مجلس الإعلام الماليزي الذي يُمثّل إنجازًا هامًا في مجال تنظيم الإعلام وأخلاقياته.
يعمل مجلس الإعلام الماليزي بصفتها هيئة ذاتية التنظيم لتعزيز الاحترافية وضمان المساءلة دون المساس بحرية الإعلام.
وقالت إن إطار هذا الحدث يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية، ويساهم في استعادة ثقة الجمهور بالصحافة.
وفي تطور آخر، رحبت نور العفيدة بمقترح إنشاء مركز التميز الإعلامي لمجموعة الدول الثماني النامية (D-8)، الذي وصفته بأنه منصة ثاقبة لتعزيز التدريب والابتكار والتعاون في مجال المحتوى عبر الحدود بين الدول الأعضاء.
وقالت: "فليُعزز هذا المركز التعاون في مجالات مثل التحقق من الحقائق، والتقارير الأخلاقية، والصحافة الرقمية، ورواية القصص متعددة اللغات، وهي عناصر مهمة في بناء مجال عام مستنير ومرن".
واختتمت كلمتها معربة عن ثقتها في أن منتدى الإعلام لمجموعة الدول الثماني النامية (D-8) سيمهد الطريق لتعاون أقوى، مشددًا على ضرورة استمرار وسائل الإعلام في مناصرة الحقيقة والسلام والوحدة في ظل تزايد حالة عدم اليقين العالمية التي تواجهها الدول الأعضاء.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ