كوالالمبور/ 31 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- دعا وزير الدفاع الماليزي محمد خالد نوردين إلى ضرورة أن يتطور اجتماع وزراء دفاع دول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) (ADMM) ليتجاوز حدود التعاون العسكري التقليدي، وذلك من أجل التصدي للتهديدات المستجدة وغير التقليدية التي تتجاوز الحدود والأبعاد الجغرافية.
وأكد محمد خالد أن التحديات الأمنية الحديثة مثل الهجمات السيبرانية، ونشر المعلومات المضللة، والتلاعب الرقمي باتت تشكل خطراً لا يقل عن النزاعات الإقليمية، مما يتطلب من دول رابطة آسيان اعتماد رؤية تكنولوجية استشرافية، وتعزيز التعاون في مجال الأمن السيبراني، وتشجيع الابتكار المشترك.
وقال: "سواء على البر أو في البحر أو في الفضاء الإلكتروني، لا يمكننا تجاهل أية جبهة من جبهات أمننا بعد الآن، فجهات فاعلة غير حكومية قوية تستخدم التكنولوجيا بوصفها سلاحاً لتعطيل المجتمعات، وإسقاط الحكومات، وتقويض البنية التحتية المهمة من خلال الهجمات السيبرانية والمعلومات المضللة والتلاعب الرقمي، وإذا فشلنا في تحديد إستراتيجية واضحة لمواجهة هذه التهديدات، فإننا نفشل في تأمين مستقبلنا".
صرح بذلك في كلمته الافتتاحية خلال الدورة الـ19 لاجتماع (ADMM)، التي انطلقت أعمالها اليوم، الجمعة، بمشاركة وزراء دفاع دول رابطة آسيان والأمين العام للرابطة الدكتور /كاو كيم هورن/.
وأردف أن القوة المتزايدة لرابطة دول آسيان في جمع الأطراف الدولية تعكس ثقة المجتمع الدولي في نهجها المحايد والشامل تجاه الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن وحدتها الداخلية وانفتاحها الخارجي هما مصدر قوتها واستمراريتها بوصفها منصة موثوقة ومحايدة في معالجة قضايا الأمن الإقليمي.
كما أعرب محمد خالد عن تقديره لتايلاند وكمبوديا لثقتهما بماليزيا لتيسير وتسريع حل نزاعهما الحدودي بالطرق السلمية، مقدماً شكره أيضاً لبقية دول رابطة آسيان وشركائهم، بمن فيهم الولايات المتحدة، على دعمهم المتواصل لهذا الجهد.
واستطرد يقول: "أحث جميع دول رابطة آسيان على دعم هذا الجهد السلمي والمساهمة في تسريع تشكيل فريق المراقبين التابع لرابطة آسيان، فآمل في أن يستمر السلام والثقة في النمو بيننا، لأن هذه المسألة ليست مجرد قضية حدودية، بل هي دليل على سمعة رابطة آسيان وقدرتها على بناء الثقة وحل النزاعات بطرق سلمية".
وأكد محمد خالد في ختام كلمته أن مركزية رابطة دول آسيان يجب أن تبقى المبدأ الإرشادي للمنطقة، وأن على جميع الدول الأعضاء الالتزام الجماعي بوضع مصالح رابطة آسيان فوق أي اعتبار آخر.
وأضاف: "ومن خلال وحدتنا يمكن لرابطة آسيان أن تبقى قوية وغير منقسمة، وتحافظ على مكانتها بوصفها منصة رئيسية للحوار والتعاون الإقليمي".
يُذكر أن أعمال الدورة الـ19 لاجتماع (ADMM) والدورة الـ12 لاجتماع وزراء دفاع دول رابطة آسيان مع الدول الشريكة (ADMM-Plus) تعقد من اليوم، الجمعة، وحتى الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمشاركة 8 دول شريكة في الحوار، وهي: الولايات المتحدة، وروسيا، وأستراليا، والصين، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية، ونيوزيلندا.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//م.م م.أ