أخبار

اتفاقية السلام في كوالالمبور: لحظة تاريخية تُعزز الوحدة الإقليمية

10:36 28/10/2025

كوالالمبور/ 28 أكتوبر/تشرين الأول//برناما// -- مثّل توقيع اتفاقية السلام التاريخية في كوالالمبور بين تايلاند وكمبوديا، وهو إنجازٌ هام يُبرز ريادة ماليزيا بصفتها رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ويُؤكد وحدة التكتل في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة، تتويجًا للقمة الـ 47 لآسيان والقمم ذات الصلة التي اختُتمت اليوم.

أُشيد برئيس الوزراء أنور إبراهيم، بصفته رئيسًا لآسيان، لدوره المحوري في جمع الجارتين المتنازع عليهما منذ زمن طويل على طاولة المفاوضات، بعد أشهر من الدبلوماسية الهادئة والمناقشات غير الرسمية التي أُجريت عبر آليات آسيان.

ساهم نهج أنور الشخصي مع رئيس الوزراء التايلاندي /أنوتين تشارنفيراكول/ ورئيس الوزراء الكمبودي /هون مانيت/ في تجاوز سنوات من انعدام الثقة، مما مهد الطريق لحوار هادف أدى في النهاية إلى توقيع الاتفاقية في كوالالمبور.

يُعدّ الاتفاق، الذي شهده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، علامةً فارقةً في تاريخ دبلوماسية آسيان.

أنهى الاتفاق توتراتٍ حدوديةً طويلة الأمد بين الجارتين، ويُعتبر قصة نجاحٍ لجهود أنور المستمرة للمصالحة والتزامه بالسلام الإقليمي.

أشاد ترامب بقيادة أنور، واصفًا الاتفاق بأنه "نجاحٌ كبيرٌ لدبلوماسية آسيان ومثالٌ ساطعٌ على حل النزاعات العالمية"، بينما أقرّ رئيسا الوزراء التايلاندي والكمبودي بـ"الدور المهم" لماليزيا في تسهيل المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق.

وقال أنور إن اتفاق كوالالمبور للسلام يعكس إيمان آسيان المستمر بمبادئ الحوار وبناء التوافق باعتبارها جوهر السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال: "تظل روح التعاون والشمول والاحترام المتبادل حجر الزاوية في آسيان، ويسعد ماليزيا بمواصلة التمسك بهذا التقليد من خلال هذا الاتفاق".

تُجسّد هذه الاتفاقية، التي تشمل أمن الحدود والتنمية المشتركة والتدابير طويلة الأجل لبناء الثقة، عزم آسيان على حل النزاعات سلميًا، بما يتماشى مع شعار رئاسة ماليزيا لآسيان عام 2025م، "الشمولية والاستدامة".

وفي لحظة تاريخية أخرى، رحّبت آسيان رسميًا بتيمور الشرقية عضواً كامل العضوية الـ 11 من خلال إعلان انضمام تيمور الشرقية إلى الرابطة، وهو أول توسع للرابطة منذ عام 1999م.

ووصف أنور انضمام تيمور الشرقية بأنه "لحظة تجديد لآسيان"، مؤكدًا أن انضمام تيمور الشرقية "يُكمّل أسرة آسيان، ويُعزز المستقبل وروح التضامن الإقليمي".

واستغرقت عملية انضمام تيمور الشرقية أكثر من عقد من الزمان، بدعم قوي من ماليزيا ودول أعضاء أخرى.

تناولت المناقشات أيضًا مجموعةً من القضايا العالمية والإقليمية، بما في ذلك الأمن، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ، والقضايا الإنسانية، والنمو المستدام.

بصفتها رئيسةً للرابطة، أكدت ماليزيا على أهمية تعزيز شراكات آسيان مع شركاء الحوار الرئيسيين، مثل الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تعكس هذه العضوية التزام الرابطة بالشمولية والمساواة والوحدة الإقليمية. وخلال القمة، أكد قادة آسيان مجددًا دور الرابطة ركيزة أساسية للسلام الإقليمي والحوار والتعاون.

كما شدد القادة على ضرورة دعم التعددية ونظام قائم على القواعد لضمان الاستقرار الإقليمي.

جمعت القمة، التي عُقدت في مركز مؤتمرات كوالالمبور في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر، أكثر من 3000 مندوب وقائد من 30 دولة ومنظمة دولية. كما تُمثّل هذه القمة المرة الخامسة التي تترأس فيها ماليزيا آسيان منذ تأسيسها عام 1967م، بعد أن تولّت الرئاسة في أعوام 1977م و1997م و2005م و2015م.

كما عزّزت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، بما في ذلك قمة شرق آسيا وقمة آسيان والأمم المتحدة، دور آسيان منصة رئيسية للحوار والتعاون الإقليميين.

اختُتمت القمة الـ 47 لآسيان بروح متجددة لمستقبل جنوب شرق آسيا، تمحورت حول تطلعات ماليزيا إلى الوحدة والتعاون والاحترام المتبادل.

مع توقيع اتفاقية كوالالمبور للسلام، الذي يُمثّل حقبة جديدة من السلام، وانضمام تيمور الشرقية لإكمال أسرة الرابطة، ستُذكر رئاسة ماليزيا لعام 2025م فصلاً مهماً أحيى روح تأسيس الرابطة، وعزز دور المنطقة قوةً من أجل السلام والتعاون في عالمٍ يزداد انقساماً.

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//س.هـ