كوالالمبور/ 24 أكتوبر/تشرين الأول//برناما//-- عبّر وزير الخارجية التايلاندي /سيهاساك فوانغكيتكو/ عن أمله في أن يُمثّل الإعلان المشترك المقترح مع كمبوديا بشأن وقف إطلاق النار خطوةً حقيقيةً نحو تحقيق سلام وتعاون دائمين على طول حدود البلدين المشتركة .
وفي مقابلة حصرية مع وكالة برناما قبيل انعقاد القمة الـ47 لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والقمم ذات الصلة، أعرب الوزير عن تفاؤله بأن الإعلان المشترك سيفتح صفحةً جديدةً في العلاقات بين البلدين المتجاورين، مما يُمهّد الطريق أمام تهدئة التوتر والتعاون الإنساني وتعزيز الأمن الإقليمي .
وقال: "نأمل في أن نتمكن من توقيع إعلان هنا في كوالالمبور يفتح صفحةً جديدةً في علاقاتنا مع كمبوديا" .
وأوضح: "بالنسبة إلينا، لا يقتصر الأمر على ما نوقعه في الاتفاقية، بل من المهم أيضًا تنفيذ ما اتفقنا عليه. نريد سلامًا حقيقيًا وصادقًا، وليس مجرد وثيقة موقعة" .
وأكد سيهاساك أن السلام لن يتجذر إلا عندما يفي كلا البلدين بالتزاماتهما ويتصرفان بحسن نية، لا سيما في القضايا الحساسة مثل إزالة الألغام والتصدي للجرائم العابرة للحدود.
وأضاف: "لن يتحقق السلام بمجرد توقيع هذه الوثيقة، مع أننا نرحب بها، بل سيتحقق عندما يبدأ الجانبان في تنفيذها. لذا، نأمل في أن ينضم إلينا أصدقاؤنا الكمبوديون، بنية صادقة، في تنفيذ كل ما اتفقنا عليه في الإعلان المشترك" .
وأشار سيهاساك إلى أن صياغة الإعلان المشترك مع كمبوديا قد غطت مجالات رئيسية، بما في ذلك تخفيف حدة التوترات، وإزالة الألغام، وتوثيق التعاون في مكافحة الجرائم العابرة للحدود، مثل عمليات الاحتيال والاتجار بالبشر .
وذكر: "لقد عدتُ إلى كوالالمبور مرتين، واستمر آخر اجتماع حتى منتصف الليل" .
وقال: "يسرني للغاية أن زملائي الكمبوديين يعملون معنا بجدية واجتهاد لمعالجة القضايا، مثل كيفية تهدئة الوضع على الحدود، وكيف يمكننا العمل معًا بفعالية في مجال إزالة الألغام للأغراض الإنسانية" .
وأكد أن التقدم المحرز بين تايلاند وكمبوديا خلال الاجتماعات يعكس قوة دبلوماسية رابطة دول آسيان وفعالية تيسير ماليزيا، بوصفها الرئيس الحالي للرابطة .
وأفاد: "لقد أدت ماليزيا دورًا بالغ الأهمية كميسّر للاجتماعات التي عقدناها. هذه هي روح رابطة آسيان التي نحتاجها للعمل معًا، وبناء الثقة، وضمان بقاء منطقتنا منطقة سلام وتعاون"، هذا ما قاله مشيراً إلى المشاورات الرباعية التي استضافتها ماليزيا يومي 12 و17 أكتوبر الجاري .
كما شاركت الولايات المتحدة في الاجتماعات بصفة مراقب .
ومن المتوقع أيضًا أن يشهد فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيزور ماليزيا لحضور قمم متعلقة برابطة آسيان، حفل توقيع الإعلان المشترك بين تايلاند وكمبوديا، المعروف باسم اتفاقية كوالالمبور، في 26 أكتوبر الجاري .
لطالما كانت تايلاند وكمبوديا في نزاع على حدودهما الممتدة على طول 817 كيلومترًا، حيث تصاعدت التوترات الأخيرة إلى مواجهة عسكرية في 24 يوليو/تموز الماضي.
من الجدير بالذكر هنا أن في 28 يوليو/تموز الماضي، استضاف رئيس الوزراء أنور إبراهيم اجتماعًا مهمًا في بوتراجايا بين رئيس الوزراء الكمبودي /هون مانيت/ ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة آنذاك /فومتام ويتشاي/، مما أدى إلى تهدئة التوترات على طول الحدود المشتركة بين البلدين .
إن وقف إطلاق النار الذي، يُعد هذ الاجتماع من أكبر نجاحات رابطة آسيان، قد منعَ تصعيدًا عسكريًا أوسع نطاقًا، وأعطى ضماناً لسلامة آلاف المدنيين .
تستضيف ماليزيا، التي تتولى رئاسة رابطة آسيان لهذا العام تحت شعار "الشمولية والاستدامة"، الاجتماع الإقليمي في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري في مركز كوالالمبور للمؤتمرات .
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما/م.أ