أخبار

زيارة أنور إلى إيطاليا وفرنسا والبرازيل تضع ماليزيا على الساحة الاقتصادية والإنسانية العالمية

12:09 09/07/2025

كوالالمبور/ 9 يوليو/تموز//برناما//-- وُصفت الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم إلى كل من إيطاليا وفرنسا والبرازيل بأنها خطوة استراتيجية من شأنها تعزيز مكانة ماليزيا في المشهد الاقتصادي والجيوسياسي العالمي.

أكد الخبير الاقتصادي، البروفيسور الدكتور /أحمد رزمان عبد اللطيف/، أن مثل هذه المبادرات الدبلوماسية تُمهّد الطريق لاستثمارات نوعية، وتبادل التكنولوجيا، وتوطيد علاقات ماليزيا مع تكتلات اقتصادية جديدة مثل مجموعة البريكس.

وقال لبرناما: "إن مثل هذه الزيارات ليست رمزية فحسب، بل تُرسل رسالة واضحة مفادها أن ماليزيا مستعدة للقيام بدور أكثر فاعلية في صياغة مستقبل اقتصادي عالمي أكثر توازناً وشمولاً".

قال أحمد رزمان، مدير برنامج ماجستير إدارة الأعمال في كلية بوترا للأعمال، إن ماليزيا لا يمكنها أن تبقى جامدة في النظام الاقتصادي العالمي الذي يتأثر بشكل متزايد بتغيرات القوى الإقليمية، وبروز تكتلات اقتصادية جديدة مثل مجموعة البريكس التي تشكل الآن أكثر من 40 بالمئة من الاقتصاد العالمي.

وقال: "نرى مجموعة البريكس تحالفًا من الدول التي تعمل على إنشاء نظام اقتصادي متعدد الأقطاب، لم يعد يعتمد كليًا على قوة واحدة. على ماليزيا أن تكون ذكية في تعديل سياساتها الخارجية والاقتصادية للحفاظ على قدرتها التنافسية".

كما أكد على أن المشاركة الفعالة لماليزيا في البريكس والمنتديات الاقتصادية الإقليمية يمكن أن تعود بالنفع على الشعب من حيث فرص العمل والتدريب على المهارات والآثار الاقتصادية الشاملة.

"زيارة كهذه استثمار طويل الأجل للبلاد. إنها تدل على التزامنا ببناء مستقبل اقتصادي أكثر إنصافًا واستدامة وديناميكية.

"الرسالة الرئيسية التي تحاول البريكس إيصالها هي أن الهيمنة الاقتصادية لقوة عظمى واحدة تقترب من نهايتها"، كما قال.

وأضاف: "يجب أن تقود الدول ذات السيادة المستقبل بشكل مشترك".

وقد فتحت الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء للدول الثلاث، والتي بدأت في إيطاليا في الأول من يوليو وانتهت في البرازيل في السابع من يوليو، بنجاح فرصًا استثمارية جديدة، حيث تجاوزت الاستثمارات المحتملة 8 مليارات رنجيت ماليزي في إيطاليا، بينما بلغت الاستثمارات المحتملة المقدرة في فرنسا حوالي 4 مليارات رنجيت.

وفي البرازيل، وصف أنور زيارته إلى ريو دي جانيرو لحضور القمة السابعة عشرة لقادة دول البريكس بأنها نجاح مهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع شبكة التعاون الاستراتيجي الماليزية على المستوى العالمي.

وقال الخبير الاقتصادي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الماليزية، البروفيسور الدكتور /بارجوياي بارداي/، إن زيارة رئيس الوزراء للدول المعنية كانت خطوة استراتيجية جلبت آثارًا إيجابية على اقتصاد البلاد، وخاصة من حيث ثقة المستثمرين الأجانب.

"التأثير ليس فوريًا، ولكن من المهم بناء علاقات دبلوماسية أوثق"، على حد تعبيره وتابع يقول: "إنها تُشير إلى أن ماليزيا مستعدة لأن تصبح شريكًا اقتصاديًا جادًا".

وأضاف بارجويي أن الإعلان عن استثمارات محتملة في إيطاليا وفرنسا يعكس الاهتمام الكبير الذي تُبديه الدولتان بماليزيا.

وقال: "على الرغم من عدم اكتماله، إلا أن هذا الاهتمام المُبكر له تأثير نفسي إيجابي على السوق وعلى المستثمرين من الدول الأخرى الذين يرغبون أيضًا في استكشاف الفرص في ماليزيا".

وأفاد بأن ماليزيا تتمتع بنقاط قوة في قطاع أشباه الموصلات، وهو قطاعٌ تشتد الحاجة إليه في أوروبا، ويوفر فرصًا عظيمة للتعاون التكنولوجي عبر القارات.

وقال: "مع التخطيط الجيد للمتابعة، يُمكن ترجمة هذه الزيارة إلى استثمارات عالية التأثير، وترسيخ مكانة ماليزيا مركزاً تكنولوجياً رئيسياً في المنطقة".

خلال الزيارة، أعرب رئيس الوزراء أيضًا عن موقف ماليزيا الثابت من القضايا الإنسانية في غرب آسيا، وخاصةً فيما يتعلق بغزة والهجمات على إيران.

وقال إن قادةً مثل الرئيس الفرنسي /إيمانويل ماكرون/، ورئيسة الوزراء الإيطالية /جورجيا ميلوني/، والرئيس البرازيلي /لويس إيناسيو لولا دا سيلفا/ أعربوا أيضًا عن قلقهم إزاء الوضع الراهن.

وصف الأستاذ المشارك الدكتور /بكري مات/ من مركز الدراسات الدولية (SOIS) بجامعة أوتارا الماليزية، الإجراءات التي اتخذتها ماليزيا للتعبير عن موقفها بأنها انعكاس لسياسة خارجية قائمة على قيم العدالة والإنسانية العالمية.

وقال: "أرى استعداد ماليزيا للتحدث علنًا بشأن قضية غزة والهجوم على إيران مظهرًا من مظاهر سياسة خارجية مبدئية، قائمة على العدالة والقيم الإنسانية العالمية. لم تختر ماليزيا المسار الدبلوماسي الآمن بمفردها، بل تقدمت للتعبير عن الحقيقة بمسؤولية، حتى في مواجهة القوى العظمى".

وأكد أنه عندما أعرب قادة غربيون مثل ماكرون وميلوني عن قلقهم بشأن غزة، فقد أظهر ذلك أن الأزمة ليست مجرد قضية تخص العالم الإسلامي، بل ارتقت إلى مستوى قضية إنسانية عالمية.

"بالنسبة لي، أرى أن الرسالة الرئيسية التي بعثت بها ماليزيا هي أن قضية غزة ليست مجرد أجندة للعالم الإسلامي، بل أزمة إنسانية عالمية. وعندما يتشارك قادة الغرب وأمريكا اللاتينية نفس المخاوف، تُظهر ماليزيا مساهمتها في بناء صوت دولي جماعي يتجاوز الحدود الأيديولوجية".

كما وصف بيان ميلوني الداعم لمبدأ حل الدولتين بأنه تطور مهم في الدبلوماسية الأوروبية تجاه فلسطين.

وقال: "على الصعيد الدبلوماسي، كان لبيان ميلوني تأثير كبير، إذ مثّل تحولاً في لهجة زعيم أوروبي رفيع المستوى، كان له بيان يدعم دولة فلسطين علناً. ومن منظور طويل الأمد، يمكن لخطوة ميلوني أن تشجع الدول الأوروبية الأخرى على أن تكون أكثر جرأة في دعم حل الدولتين علناً".

وأضاف أن الزيارة تُعتبر أيضاً معياراً جديداً في نهج السياسة الخارجية الماليزية، الذي أصبح أكثر توازناً وحزماً وسلطة تحت قيادة أنور إبراهيم.

"أرى أن هذه الزيارة مهمة لنهج السياسة الخارجية الماليزية. لا يقتصر رئيس الوزراء على طرح أجندة الاستثمار والتعاون الاقتصادي فحسب، بل يُشدد أيضًا على مبادئ الإنسانية والعدالة العالمية في كل لقاء"، كما قال.

وكالة الأنباء الوطنية الماليزية – برناما//س.هـ