كوالالمبور /8 يوليو /تموز //برناما// -- بدأت اليوم، الثلاثاء، في العاصمة الماليزية كوالالمبور أعمال الاجتماع الـ58 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة، حيث تكون الأزمة المتواصلة في ميانمار والتأثيرات العالمية للتعريفات الجمركية الأمريكية محور النقاش الرئيسي في الاجتماعات، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي في المنطقة.
وفي ظل الصراع المستمر في غزة، واشتداد التوترات في بحر الصين الجنوبي، وارتفاع السياسات الحمائية على المستوى العالمي، تواجه آسيان ضغوطاً متزايدة لتشكيل جبهة موحدة تحافظ على استقلالية المنطقة وسط التنافس المتزايد بين القوى الكبرى.
وقالت مستشارة تاريخية وزميلة باحثة مشاركة في مؤسسة أبحاث (إيمان) الدكتورة /روينا عبد الرزاق/، إن "أزمة ميانمار لا تزال القضية الأكثر إلحاحاً، فعلى الرغم من التوافق على النقاط الخمس والجهود المبذولة لبناء تحالف موحد، لا تزال الأزمة تشكل تحدياً لوحدة آسيان".
وأوضحت، أن الوضع السياسي في تايلاند قد يؤثر أيضاً في الديناميكيات الإقليمية، لا سيما في علاقاتها مع ميانمار، مشيرة إلى أن قرار المحكمة الدستورية في تايلاند بتعليق مهام رئيسة الوزراء /بايتونغتارن شيناواترا/ مؤخراً، قد يغير مسار العلاقات بين /بانكوك/ و /نايبيداو/.
كما أشارت إلى تطورات على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا، لا سيما بعد حادثة تم الإبلاغ عنها قرب منطقة /تشونغ بوك/ بمحافظة /أوبون راتشاثاني/ في أواخر مايو /أيار الماضي.
وأكدت /روينا/، أن التحديات الخارجية تتزايد أيضاً، خاصة فيما يتعلق بتعاملات آسيان مع الولايات المتحدة والصين، موضحة أنه رغم تمسك التكتل بموقف الحياد حتى الآن، إلا أن السياسات الأمريكية المتقلبة تثير قلقاً متزايداً.
وتابعت قائلة: "السياسة الأمريكية، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية والشرق الأوسط، أصبحت فوضوية وغير متوقعة، وقد تحتاج آسيان إلى استكشاف إنشاء إطار عمل لحماية المنطقة من عدم الاستقرار الناتج عن هذه التغيرات".
وأردفت، أن ماليزيا رغم عدم تسليطها الضوء على التأثيرات الاقتصادية للتهديدات الجارية، إلا أن الوضع الراهن يثير قلقاً إقليمياً، ما قد يدفع اجتماع وزراء خارجية آسيان إلى مناقشة سبل حماية الممرات التجارية والمجال الجوي من الاضطرابات المستقبلية.
ومن المتوقع أيضاً أن تناقش السياسات الأمريكية بشأن الهجرة وتشديد القواعد واستمرار النزاعات التجارية خلال اجتماعات شركاء الحوار التي تُعقد بالتوازي مع اجتماع وزراء آسيان.
وستراقب الدول الأعضاء في رابطة آسيان عن كثب كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع المنطقة في ظل تزايد السياسات الأحادية الجانب.
كما ينتظر أن تعقد الكتلة مقارنات في وجهات النظر مع شركائها في الحوار حول قضايا عالمية أوسع، لا سيما تغير المناخ.
وفي هذا السياق، أشارت /روينا/ إلى أن تغير المناخ قد يتحول إلى قضية رئيسية، خاصة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الذي يُتوقع أن يواجه صعوبة في إيجاد أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة.
أما في الشأن النووي، فمن المتوقع أن تجذب آسيان الانتباه الدولي من خلال موقفها الثابت بصفتها منطقة خالية من الأسلحة النووية، وهو موقف يراه بعض المحللين نموذجاً يحتذى به في مفاوضات ضبط التسلح النووي.
وأضافت: "توفر آسيان نموذجاً موثوقاً لكيفية إدارة المفاوضات النووية الإقليمية والحكومية المشتركة، ويجب على القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن تكون منفتحة على التعلم من هذا النهج".
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية- برناما//م.م س.هـ