المدينة المنورة/ 21 يونيو/حزيران//برناما-واس//-- تعد أبواب المسجد النبوي الشريف التي يبلغ عددها 100 باب، أحد أبرز ملامح العناية المتواصلة بالمسجد عبر العصور، حيث تمتاز بجمال التصميم وروعة التفاصيل والدقة في الصناعة، مما يمنحها هيبة في الوقوف وسلاسة في الفتح والإغلاق، في مشهد يعكس الترحيب بالجميع دون تفرقة في الشكل أو اللغة، ويجسد القيم الإسلامية في الانفتاح والسلام.
وتتميز هذه الأبواب، لاسيما الشهيرة منها مثل باب السلام، وباب الرحمة، وباب جبريل، وباب النساء، وباب الملك عبدالعزيز، وباب عبدالمجيد، بكونها نماذج متفردة للفن الإسلامي، تتجلّى فيها الزخارف الدقيقة والنقوش الفريدة التي تعبر عن الهوية المعمارية للمسجد النبوي، وفق وكالة الأنباءالسعودية الرسمية (واس).
ومن أبرز هذه الأبواب، تلك التي أُنشئت في توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، التي صُممت بأعلى المواصفات العالمية، إذ خُصص لهذه التوسعة سبعة مداخل رئيسة، ثلاثة في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية، يتفرع من كل مدخل سبعة أبواب ضخمة، اثنان منها متباعدان وبينهما خمسة متجاورة.
ويبلغ عرض كل باب 3 أمتار، وارتفاعه 6 أمتار، فيما تتجاوز سماكته 13 سم، ويصل وزن الباب إلى طن وربع، ورغم ضخامته، فإنه يتميز بسهولة الفتح والإغلاق بيد واحدة، بفضل تقنية "المكره الخاصة" التي زوّد بها، لتوفير مرونة عالية في الاستخدام.
وصُنعت هذه الأبواب من أكثر من 1600 متر مكعب من خشب "الساج" الفاخر، واستهلك كل باب أكثر من 1500 قطعة نحاسية مذهبة، منقوشة بتصميم دائري يحوي اسم "محمد رسول الله"، وقد تنقلت مراحل تصنيعها بين عدة دول، حيث تم صقل النحاس المذهب في فرنسا، واختيار الأخشاب وتجميعها في أمريكا، ثم تجفيفها في أفران خاصة بمدينة برشلونة الإسبانية خلال خمسة أشهر، قبل أن تُقص بتقنية الليزر، وتصقل وتطلى بالذهب، وتُثبّت باستخدام طريقة التعشيق التقليدية دون مسامير.
وتبقى أبواب المسجد النبوي، بثرائها الفني، رمزًا للهوية الإسلامية الخالدة، ومعلمًا يجمع بين عبق التاريخ وروعة الحاضر في مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وفي نفس الإطار، شهد المسجد النبوي خلال موسم ما بعد الحج، توافد أعداد كثيفة من ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات، للصلاة فيه، وحضور الدروس العلمية، ترافقهم جهودٌ ميدانية وفّرتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي، ليؤدي المصلون العبادات في أجواء من السكينة والروحانية.
وراعت الجهود تحقيق انسيابية حركة دخول وخروج المصلين في أوقات الذروة عبر (141) بابًا، تتوزّع في أرجاء المسجد النبوي، ومتابعة انسيابية الحركة عبر (100) ممرّ يسلكها المصلون في قسمي الرجال والنساء في أثناء دخولهم للمسجد، وعند خروجهم منه، والاستفادة المثلى من (194) سلمًا ومصعدًا كهربائيًا يتم تشغيلها في أرجاء المسجد، للصعود إلى أماكن الصلاة في سطح المسجد، ولخدمة المصلين، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن خدمات الإرشاد المكاني التي تراعي تحقيق الالتزام بأداء الصلوات في المواقع المخصصة، وضمان انسيابية حركة الحشود وقت الصلاة، والخروج بكل انسيابية وأمان.
وشملت تهيئة المسجد النبوي لضيوف الرحمن خلال موسم ما بعد الحج، سقيا المياه المبرّدة داخل المسجد، ونقاط الشرب المنتشرة في الساحات، ويُنَفَّذ برنامج "سقيا زمزم" ليراعي توزيع المياه بكميات كافية، تبعًا لكثافة المصلين، متضمنًا توزيع أكثر من (10) آلاف حافظة مياه زمزم في أرجاء المسجد على مدار الساعة، إضافة إلى تهيئة خدمات التكييف ومتابعة مدى ملاءمتها لدرجة الحرارة، وكثافة المصلين في أنحاء المسجد، وذلك ضمن الخطة التشغيلية للموسم الثاني التي تواصل الهيئة العامة للعناية بالمسجد النبوي تنفيذها لخدمة قاصدي مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بما يضمن تحقيق بيئة مريحة للمصلين.
وتتوزّع في منطقة الخدمات أسفل المسجد النبوي (2782) دورة مياه لخدمة المصلين من الرجال والنساء، تراعي ضمان استمرار ضخّ المياه في جميع نقاط الخدمة على مدار الساعة, وتتضمن تهيئة مرافق خاصة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة تراعي احتياجاتهم، ورُبِطَت منطقة الخدمات بمداخل موزّعة في الساحات الشمالية، والغربية والجنوبية، والشرقية لساحات المسجد، لتمكين المستفيدين من الوصول إلى المرافق عبر السلالم الكهربائية والعادية وصولًا إلى منطقة الخدمات التي تتّصل كذلك مباشرة بمواقف المركبات أسفل المسجد النبوي.
وراعت الخُطّة تحقيق الاستفادة الكاملة من الساحات الشمالية، والغربية، والجنوبية للمسجد النبوي من خلال فرشها بالسجّاد لاستيعاب حشود المصلين، وفتح (250) مظلة لتغطية الساحات ووقاية من أشعة الشمس طوال فترة النهار، وتشغيل أكثر من (437) مروحة متصلة بالمظلات لتلطيف الأجواء، وتحقيق بيئة صحية وآمنة للمصلين.
برناما-واس//س.هـ