كوالالمبور/ 25 مايو/أيار//برناما//-- على هامش النقاشات الدبلوماسية الجارية في القمة الـ46 لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان)، تضطلع ماليزيا بمهمة أخرى لا تقل أهمية: تقديم نكهات مطبخها المتنوع لتعكس ثقافتها الغنية أمام قادة المنطقة، من خلال أطباق تقليدية مُختارة تعبّر عن هوية البلاد.
وقد أُوكلت هذه المهمة إلى كبير الطهاة في مركز كوالالمبور للمؤتمرات (KLCC)، هشام جعفر، البالغ من العمر 52 عامًا، والذي يمتلك خبرة تتجاوز 15 عامًا في مجال الطهي على المستوى العالمي. وهذه هي المرة الثالثة التي يُمنح فيها شرف إعداد وجبات لمناسبات رفيعة المستوى، حيث سبق له أن طهى لرئيس الولايات المتحدة الأسبق /باراك أوباما/ ورئيس وزراء الهند /ناريندرا مودي/.
وأكد هشام أن التحدي في هذه المناسبة كان أكثر تعقيدًا رغم خبرته الطويلة، لا سيما بعد توجيهات رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، بضرورة أن تعكس كل وجبة يُقدَّم مضمونها خصوصية التراث الماليزي. وتحت شعار "ماليزيا على الطبق"، انطلقت الاستعدادات قبل ثلاثة أشهر، مع التركيز على تقديم أطباق تمثل المأكولات المالايوية، والصينية، والهندية، إلى جانب نكهات من ولايتي صباح وسراواك.
وتضمنت قائمة الأطباق المقدّمة مأكولات تقليدية من تراث بابا نيونيا، وطبق "أوماي" و"كينلاو" من بورنيو، بالإضافة إلى حلويات شعبية مثل "سري موكا"، و"بينكا"، و"روتي جالا"، و"مورتاباك". وأوضح هشام أن هذه الأطباق، رغم بساطتها، قُدّمت بجودة عالية تعكس أصالة المذاق الماليزي.
اللافت في التجربة أن جميع المكونات المُستخدمة كانت محلية المصدر، دعمًا للمنتجات الوطنية، وإبرازًا لقدرة ماليزيا على تقديم مواد غذائية عالية الجودة بمعايير عالمية.
وأشار هشام إلى أن التحدي الأكبر تمثل في التوفيق بين أذواق وثقافات ومعتقدات دينية متعددة للوفود المشاركة، إلى جانب الاستجابة الفورية للتغييرات المفاجئة في الجداول وطلبات الحمية الغذائية الخاصة، مثل الوجبات النباتية أو تلك المخصصة للمصابين بالسكري.
وقال بثقة: "كنّا بحاجة إلى قدر كبير من المرونة، وعملنا من ساعات الصباح الأولى حتى وقت متأخر من الليل، لكنه جهد مستحق. والأهم من ذلك أن هذه التجربة منحتنا فرصة لتشكيل فريق جديد قادر على مواصلة هذا الإرث في المستقبل."
وتُعقد القمة الـ46 لرابطة دول آسيان على مراحل، حيث انطلقت في 25 مايو الجاري باجتماعات المسؤولين وكبار الوزراء، بينما تُعقد قمة القادة في 26 مايو. وتشمل القمة أيضًا القمة الثانية بين الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، وأول قمة ثلاثية تجمع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين، في منصات استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
وكالة الأنباء الوطنية الماليزية - برناما//ن.ع س.هـ